مؤسسة التراث العلمي..انشقاق آخر عن تنظيم داعش

أخبار الآن| دبي- الامارات العربية المتحدة- (خاص- أحمد أبو القاسم)

مع نهاية عام 2018، يجد تنظيم داعش الإرهابي نفسه فى مفترق الطرق، التنظيم يقبع وسط نقاش ايديولوجي عميق وربما غير قابل للشفاء مع انقسام بين الأجنحة المتطرفة والأجنحة المتطرفة للغاية بداخله.
منشقون يلقبون أنفسهم بمؤسسة التراث العلمي، ماهي تفاصيل ظهور تلك المؤسسة؟ وماذا عن الماضي والحاضر وأيضاً المستقبل المحتمل لهذا التمرد بين صفوف داعش ؟

مؤسسة التراث العلمي هي تلك المؤسسة التي تطورت داخل تنظيم داعش من نواة المجموعة التي كانت منقطعة للبحث وإنتاج الفتاوى المطلوبة من قيادات التنظيم أو فروعه في البلدان الأخرى. يشيرالدكتور عمار علي حسن الباحث السياسي إلى أن تلك المؤسسة أنتجت تصوراً فقهياً يخدم التنظيم، لكن بمرور الوقت بدأت تشعر بقوتها وبدأ يتوهم أعضاءها بأنهم علماء، وكذلك بوجود هوة بينهم وبين القادة الميدانيين الذين لا يلتزمون بمنتجهم الفقهي، ومن هنا بدأ الخلاف، الذي تبلور حتى إعلان عناصر تلك المؤسسة التمرد على قادة داعش.

هذه العناصر انقطعت لإنتاج المعرفة الفقهية والتفسير والتأويل الذي يخدم مصلحة التنظيم حيث كان بحاجة لبناء أيدلوجية يبرر بها تصرفاته وحركاته فى العمل الميداني، ويساهم فى تعبئة أفراده وحتى الأدوار التي تسند إليهم أو أتباع التنظيم فى البلدان الاخرى.

التصرفات الفردية الجانحة والخارجة والملتفتة التي تنتمي للفساد المالي والإدارى والاخلاقي داخل التنظيم هي من الأسرار التي قامت عناصر مؤسسة التراث العلمي بإفشاءها ، كما أن لديهم خطاب أيدلوجي دعائي تحريضي ضد داعش ينزع عن هذا التنظيم الكثير من الأفكار التي كان يستند إليها ويبرر ويحافظ بها علي تماسكه من خلال بثها في عقول ونفوس أتباعه.

كما لدى مؤسسة التراث العلمي أيضاً أسرار تخص قادة التنظيم، التمويل،إرتباطاته بأجهزة استخبارات أجنبية، التصرفات الفردية لعناصره، و طبيعة العلاقة بين هؤلاء القيادات، والاهم المشاكل الداخلية التي ظهرت بالتنظيم بعد هزائمه العسكرية المتتالية فى العراق وسوريا.

وحين يصبح الخلاف حول الأفكار، هذه تشكل ضربة قاصمة للتنظيم خاصة إذا تمكنت مؤسسة التراث العلمي من التواصل مع بعض القيادات أو بث خطاب يصل إلي الأتباع المتطرفين، فمن المؤكد بأن التنظيم سيصاب فى مقتل ما يهدد تماماً أى تحليلات حول مستقبله.

تقديم: ميسون بركة
----
Read more at http://www.akhbaralaan.net/news/arab-world/2018/12/17/التراث