تركيا وإيران... التنافس بأدوات عربية

رغم مساعي أنقرة وطهران لتهدئة التوتربينهما بعد اتهامات تركية لإيران بالسعي لزعزعة أمن المنطقة واتهام طهران لتركيا بأنها ناكرة للجميل، تستمر التطورات الميدانية في سوريا والعراق لتظهر من وراء كواليسها صراعا على النفوذ بين البلدين في إطار الصراع الدولي على هذه المنطقة. عملية درع الفرات التي تدعمها تركيا في مواجهة مع قوات مليشيات سوريا الديموقراطية التي يدعمها الروس والأميركيون والتي أظهرت لونها الحقيقي بتسليمها مناطق حول منبج لقوات النظام منعا لتقدم الأتراك نحوها، وهو شيء بلا شك يحظى بقبول إيران الداعم الرئيسي الثاني لقوات النظام. أما في العراق، فظهر التوتر مجددا بين البلدين عندما اقتتل فصيلان في سنجار هما حزب العمال الكردستاني الذي تعتبر تركيا إرهابيا، والذي تدعمه وحدات الحماية الكردية شمالي سورية وله علاقة نامية طيبة متنامية مع الحشد الشعبي العراقي المدعوم إيرانيا من جهة، ومقاتلين عرب تابعين لقوات بيشمركة كردستان العراق، الذي يتمتع بعلاقة طيبة جدا مع تركيا. أدوات محلية يستعملها الطرفان الإيراني والتركي هدفها الأساسي تحقيق أكبر قدر من المكاسب في معركة تقاسم ما يمكن تقاسمه مع القوى الأكبر اللاعبة في المنطقة