الفنانة تقية الطويلة في احلا جلسة واجمل صوت - ياناس خلي هجرني

تقية الطويلية ... منطقة في القلب
---------------
في سنة 1977م ونحن صغار نزل شريطها المشترك مع الحارثي " عليك سموني وسمسموني " أذكر جيداً كيف كان وقع الشريط على الناس ، كان صوتها يصدح في البيوت كلها من أول الصباح حتى وقت متأخر من الليل ، وكانت عادة الناس في ذلك الوقت سماع المسجلات طوال اليوم ، وحين تركب سيارة أو موتراً ذاهباً إلى مدينة ما كان صوت تقية الطويلية يشدو بدلال شعبي جميل لا يمكن مقاومته .
قالت لي قبل أربع سنوات إنها قدمت أجمل ما عندها من إبداع بين سنة 1962 و1982م ، وأنها حين كانت في أول حياتها تغني في المجالس الخاصة مطاردة بالتحفظات الأسرية والإجتماعية لم تكن تصدق أنها ستغني في عشرات العواصم العربية والعالمية وأنه سينظر إليها بوصفها أهم اسم غنائي يقدم التراث الشعبي اليمني على أصوله ويعلمه لأجيال متتالية من الهواة في اليمن والمهتمين الأجانب .
وحين قدمت القناة الفرنسية الخامسة برنامجها الشهير " لا تحلم" كان لليمن نصيب من حلقاته ، وكنت محظوظاً بحضور بعضها .. حيث شاركت تقية طويلية بفعالية في تلك الحلقات مقدمة لمحات ومقاطع من أجمل ما أبدعته في مسيرتها الفنية . وقد بقي ما قدمته في ذلك البرنامج حتى اليوم يمثل نماذج لروائع من التراث اليمني الأصيل..
تعرضت تقية أيام الأزمة السياسية بين 1991م و1994م لهجمة عنصرية مناطقية ارتكزت على السخرية من فنها الشعبي بطرائق همجية وغير منطقية وكان الغريب استهداف لهجتها رغم أنها تمثل أجمل اللهجات وأحلاها .. ورغم أن صوتها هي بركوزه المعشق وجمال نبرته يوقع أيّاً كان في حبائل سحره وغنجه وتحافته .. لكن تقية بصوتها وإرثها الغنائي الثري تجاوزت ذلك بسرعة وثبت أنها ذات مجد فني يصعب حصاره أو تمزيق ستارته الملونة بالحب والرغبات الجميلة .. فقبل نهاية التسعينيات - تحديداً منذ سنة 1997م - اندفع الناس بشغف إلى محاولة استعادة زمن الطويلية وبدأت مجالس الذوق تطلبها من جديد والقنوات المحلية والعالمية تتسابق عليها ..
وخرجت أشرطة كاسيت واسطوانات من عالم الخفاء وكنا نحسبها قد صارت عدما ، وعدنا من جديد نستمتع بروائع الطويلية " يا من حوى فني ، عليك سموني ، دار من ثمنك ، ياقلب يكفيك عذاب ، يا غايبين خبروني ، أنا الذي استاهل ، ، يا ويح قلبي، سيلاه وا مروح السيل، ليلك الليل يا ليل، إن كان قلبك تقنع ، مسكين ياناس ، وأغانيها المشتركة، مع الفنانة اليمنية اليهودية شمعة. إضافة إلى الزفات المميزة مثل "زفة ساعة الرحمن " وغيرها