محاضرة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بعنوان "القرآن الكريم كتاب هداية" - رمضان 1438هـ

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وبارك على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم برضاك عن أصحابه المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في إطار حديثنا السابق عن التقوى كغاية أساسية من لصيام شهر رمضان المبارك نواصل الحديث بناء على ذلك، من المعلوم أيه الإخوة والأخوات أن شهر رمضان المبارك هو شهر نزول القرآن، وهذا له علاقة أسياسية بالتقوى، أن يكون شهر رمضان المبارك الشهر الذي نصومه كعملية تربوية ومحطة ترويضية نتربى فيها على الالتزام والانضباط والتحمل، أن يكون هو شهر نزول القرآن لأن القرآن الكريم لا يمكن أن تتحقق لنا التقوى إلا من خلال اتباعه والتزام تعاليمه، فهناك تلازم ما بين التقوى وبين القرآن الكريم في الاهتداء به والاتباع له والتمسك به، والقرآن الكريم كما قال الله تعالى عنه في كتابه الكريم: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، نزل في شهر رمضان المبارك، وبالتحديد في ليلة القدر منه كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (إنا أنزلناه في ليلة القدر)، وليلة القدر هي ليلة مباركة، ليلة عظيمة، ليلة لها شأن مهم، ليلة قال عنها الله في كتابه الكريم: (فيها يفرق كل أمر حكيم)، وكما اسمها، باعتبار اسمها ليلة القدر، ليلة يُقدِّر الله فيها، يعني يكتب فيما يكتبه لعباده على مستوى العام المقبل، على مستوى عام كامل، يكتب الله فيها لعباده ما يكتبه مما يتعلق بشؤون حياتهم، في كل ما يتعلق بشؤون حياتهم، قال عنها أيضا: (فيها يفرق كل أمر حكيم) يُفصل ويُبين ويحدد ما يُقرر للناس من تدابير فيما قدره الله وكتبه لهم أو عليهم.
أن يكون نزول شهر رمضان في ليلة كهذه، ليلة لها صلة بشؤون حياة الناس، ولها علاقة بأمور حياتهم وكل شؤونهم، لأن القرآن الكريم كتاب له علاقة بشؤوننا، علاقة بأمورنا، علاقة بحياتنا، ليس فقط مجرد كتاب روحي نقرأه للتسلية أو التربية الروحية فقط، لا، تضمن التعليمات والتوجيهات من الله سبحانه وتعالى ذات العلاقة والصلة بشأننا، الله هو ربنا، هو ملكنا، هو إلهنا، ونحن في هذه الحياة في ميدان المسؤولية أمامه، لم يخلقنا عبثنا ولم يأت بنا سدى، ولم يتركنا في حالة إهمال، لا، خلقنا، خلق هذا العالم من حولنا، أتى بنا إلى هذا الوجود لحكمة لمسؤولية، ولدور محدد لنا نقوم به في هذه الحياة، ولم يتركنا بعد أن خلقنا وخلق هذا العالم من حولنا وهذا الكون بكله، لم يتركنا في هذه الحياة مهملين إلى أنفسنا، نتصرف كما يحلو لنا وانتهى الموضوع، لا، أتت توجيهاته وتعليماته في كل مراحل تاريخ البشرية عبر أنبيائه وكتبه وختام النبيين هو رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وختام كتب الله وأشملها وأعظمها هداية هو القرآن الكريم الذي جعله الله مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه.
في ليلة القدر من شهر رمضان نزل القرآن الكريم، أول نزوله كان في هذه الليلة، كتاب هداية كما قال جل شأنه: (هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، وللأسف الشديد عندما نعود إلى واقعنا كمسلمين، هناك ابتعاد كبير عن القرآن الكريم ككتاب هداية، لا يزال للقرآن الكريم مكانته عظيمة في أوساط الأمة وقدسيته الكبيرة في أوساط الأمة، واحترامه الكبير بين أوساط الأمة لكن مستوى العلاقة بين هذا الكتاب من خلال الاهتداء به والاستبصار به، الاستضاءة بنوره مستوى ضعيف، نستطيع القول بأنه ضعيف إلى حد كبير، وما هذه التباينات في واقع الأمة وهذه المشاكل في واقع الأمة وهذه الاختلافات في واقع الأمة وهذا التدني الكبير في مستوى الوعي لدى الأمة والتدني أيضا على مستوى التزكية والتربية الروحية والنفيسية إلى نتيجة مؤكدة للابتعاد عن القرآن الكريم.
جرت العادة خلال شهر رمضان المبارك في واقع المسلمين أن يكون هناك إقبال متزايد نحو الاهتمام بالقرآن الكريم، نحو تلاوة القرآن الكريم وهذه عادة حسنة، ومن المعروف أنه خلال شهر رمضان هناك مستوى لا بأس به من صفاء النفس والذهن يهيئ الإنسان للاستفادة من القرآن الكريم على نحو أفضل، لكن الذي يجب علينا جميعا وينبغي علينا جميعا كمسلمين أن نلتفت إليه هو أن تتحدد أمامنا علاقتنا بالقرآن الكريم، كيف يجب أن تكون، ومستوى هذه العلاقة كيف يجب أن يكون، هذه علاقة محورية تترتب عليها كل التفاصيل، تندرج تحتها كل التفاصيل، حينما نعود إلى القرآن الكريم ونتعرف على أهمية هذا الكتاب وعلى عظمة هذا الكتاب وعلى طبيعة العلاقة المفترضة ما بيننا وبين هذا الكتاب، ندخل من خلال جوانب محددة أو اعتبارات محددة، أولا كيف ينبغي أن يكون تأثرنا بهذا الكتاب؟ القرآن الكريم، أنت كإنسان مسلم يفترض أن تكون علاقتك الوجدانية به علاقة كبيرة، تأثرك النفسي بهذا الكتاب باعتباره كتاب الله، وما فيه هو وحي الله وتعاليمات الله وأوامر الله وتوجيهات الله، كلمات الله سبحانه وتعالى التي يتحدث بها إليك، يتخاطب معك من خلالها، فهو حبل الله المتين.
#هنا_المسيرة
------------
لمشاهدة جميع تقارير نشرة الأخبار:
https://youtube.com/playlist?list=PLHvl70RxezY2ar1nvZ6bZBeaMftCqF6fi
------------
للمزيد عن آخر المستجدات اليمنية وأهم ما يفوتكم من شاشة #المسيرة
أخبار - صور - فيديو - والمزيد. تابعونا على:

تويتر:
https://twitter.com/Hona_Almasirah

تيليجرام:
https://t.me/Hona_Almasirah

فيسبوك:
https://fb.me/Hona.Almasirah

كما يمكنكم زيارة موقع المسيرة نت عبر الرابط:
https://almasirah.net