كارثة لا توصف

"هل تساءلت يومًا لماذا يقف الناس في أماكنهم غالبًا، يشاهدون الكوارث الطبيعية وهي تحدث، بدلاً من الركض لإنقاذ حياتهم؟ يبدو الأمر غريبًا، أليس كذلك؟ لكن هذه ظاهرة حقيقية، وجذورها تكمن في علم النفس البشري.

أولاً، لنتحدث عن تأثير المتفرج. عندما يكون الناس في مجموعات، يميلون إلى الاعتماد على الآخرين لتلقي الإشارات حول كيفية التصرف. إذا لم يهرب أحد، قد يتردد الأفراد، فينتظرون أن يتحرك شخص آخر أولاً. هذا يمكن أن يؤدي إلى تأخير خطير.

ثم هناك قوة الاندهاش. الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير، أو موجات التسونامي، أو الثورات البركانية يمكن أن تكون مرعبة ومذهلة في نفس الوقت. غالبًا ما يصاب الناس بالدهشة من المشهد لدرجة أنهم يتجمدون في أماكنهم، يشاهدون في صدمة أو عدم تصديق. إنه مزيج من الخوف والانبهار.

سبب آخر هو التفاؤل المفرط. الكثير منا يعتقد أن الأسوأ لن يحدث لنا، أو أن لدينا المزيد من الوقت للهروب مما نتصور. هذا يؤدي إلى تصرفات محفوفة بالمخاطر، مثل البقاء لفترة طويلة لمشاهدة العاصفة القادمة أو تسجيلها على الهاتف.

وأخيراً، في عالمنا الحديث الذي تسيطر عليه وسائل الإعلام، هناك أيضًا دافع لتوثيق الأحداث. بعض الناس يفضلون الحصول على فيديو أو صورة درامية على حساب سلامتهم. غريزة التقاط ومشاركة الأحداث يمكن أن تتغلب على غريزة الحفاظ على الذات.

ولكن تذكر، الطبيعة غير متوقعة. ما يبدو وكأنه حدث بعيد يمكن أن يصبح خطيرًا في لحظات. أفضل إجراء يمكنك اتخاذه؟ إعطاء الأولوية لسلامتك دائمًا.

لذا في المرة القادمة التي تجد نفسك فيها في مواجهة كارثة طبيعية، هل ستقف متفرجًا، أم ستتخذ إجراءً؟ حياتك قد تعتمد على ذلك."
Music; Now We are Free